الطور | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | فلسطين |
التقسيم الأعلى | القدس |
الطور قرية مقدسية – فلسطينية تتبع محافظة القدس وهي في الجانب الشرقي لمدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967.
التاريخ والجغرافيا
أقيم حي الطور على أراضي جبل الزيتون الواقعة شرقي البلدة القديمة وجنوب جبل المشارف (سكوبس)، يرتفع الحي حوالي 826 عن سطح البحر. وتبلغ مساحته 2000 دونم، كما يضم أحياء صغيرة كالشياح والحردوب والشيخ عنبر والصوانة والخلة وبيت فاجي والدبة والسهل الجديد، ويصل عدد سكانه إلى 25 ألف نسمة. غالبية السكان يدينون بالديانة الإسلامية، بالإضافة إلى عدد من القائمين على الأماكن المسيحية المقدسة وما يقارب 80 عائلة مسيحية. يوجد في الحي ثلاثة مستشفيات، وفندقين وعدة كنائس ذات أهمية دينية كبيرة، ويعد الحي أحد الاحياء التي تربط بين أجزاء كبيرة من القدس فهي تربط بين مركز المدينة والبلدة القديمة مع أجزاء أخرى من المدينة خاصة الشمالية منها. ويقطن في الحي عشر عائالت رئيسية، وفي مركز الحي) شارع رابعة العدوية (يتواجد بها المؤسسات الصحية والدينية والمتاجر والمقامة على طول الشارع).
المساحة حسب معهد القدس للدراسات الإسرائيلية، تبلغ مساحة الطور، 2,000 دنم حاليا بعد مصادرة حوالي 6000 دونم من اراضيها عقب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
تشتهر قرية الطور بزراعة أشجار التين والصنوبر والزيتون. أما بالنسبة للمياه فيستعين أهل القرية بمياه عين فارة التي تجري إليهم بالأنابيب وأيضاً يستعينون بمياه الأمطار.
يحد قرية الطور العديد من القرى والأماكن، فمن الجهة الشرقية يحدها المسجد الأقصى المبارك ومن الجهة الجنوبية تحدها أبو ديس والعيزرية، ومن الجهة الشمالية تحدها قرية العيساوية، أما من الجهة الغربية فيحدها المرج الأحمر وهو الذي أقيمت عليه مستوطنة للاحتلال الإسرائيلي وتعرف باسم “مستوطنة معالي أدوميم”.
بنيت قرية الطور على أنقاض قرية رومانية تسمى بيت فاجي “بالآرامية تعني بيت التين”.
تظهر القرية من القرن السادس عشر في سجلات الضرائب على أنها قرية كبيرة، وتطورت القرية في سنوات الانتداب البريطاني وازداد عدد السكان بثلاثة أضغاف وكان معظم السكان مسلمين مع وجود القليل من المسيحيين الذين يسكنون في المنطقة وخاصةً على ضوء العلاقة الدينية التاريخية مع المكان ومع كثرة الأديرة.
في عام 1888 للميلاد قام القيصر الروسي اسكندر الثالث ببناء كنيسة للروم وكانت تشبه الكرملين واطلق عليها اسم كنيسة مريم المجدلية. في فترة الحكم البريطاني اعتبرت هذه القرية على أنها جزء من منطقة بلدية القدس إلا أنه في فترة الحكم الأردني (1949-1967) لم يقوموا بشمل حدود هذه القرية على أنها جزء من بلدية القدس. في عام 1967 تم ضم المنطقة المبنية في القرية داخل منطقة نفوذ القدس وأيضاً وقعت هذه القرية تحت يد الاحتلال الإسرائيلي.
التسمية
تعني كلمة “طور” باللغة الأرامية “الجبل”، والاسم الأصلي كان “طور الزيتون”، لكن بعدها أصبح الناس يستخدمون كلمة الطور. كما يوجد تسمية أخرى وهي جبل الزيتون أو طور زيتا أي جبل الزيتون بحسب ما ذكر في مصادر تاريخية عربية، وكل الأسماء تشير على وجود الكثير من كروم الزيتون على الجبل.
السكان
بلغ عدد سكان الطور والصوانة والشياح ما يقارب 24320 نسمة عام 2013 حيث يعتبر المجتمع في الطور فتيا حيث أن 38% من السكان تحت سن ال 15 وحوالي 46% بين سن 15 و 44.
وصل عدد الوحدات السكنية إلى 4203 وحدة عام 2013 وبلغ حجم هذه الوحدات 80 متر مربع، حث يعاني سكان الطور من أزمة سكن خانقة بسبب الكثافة السكانية العالية والاكتظاظ الكبير حيث هناك ايضا مناطق سكنية غير معترف بها ويبقى سكانها مهددين بشكل مستمر لهدم بيوتهم بسبب عدم الترخيص
العائلات
عائلات البلدة هي: عائلة أبو الهوى، عائلة أبو غنام، عائلة أبو سبيتان، عائلة الصياد، عائلة أبو جمعة، عائلة أبو لبن، عائلة الهدرة، عائله عشاير، عائله القراوي، عائله خويص
المواقع الأثرية والتاريخية
مسجد الزاوية الاسعدية
مكون من عدة مباني وتقع بالقرب من كنيسة الصعود (والتي تعتبر مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين). بنيت هذه المباني وأوقفها شيخ الإسلام المفتي العام أسعد بن حسن التبريزي (1625-1570) الذي عينته الدولة العثمانية والذي قام والذي قام بوقف المبنى ومرافقه ُقيمت لمصلحة المباني الموجودة هناك. وكان المسؤول األول عن الوقف والذي ألجله أ الزاوية هو الشيخ الصوفي محمد بن عمر بن محمد العلمي (توفي سنة 1628) يأتي ذلك في إطار السياسة العثمانية لجذب المريدين حول الشيوخ الصوفيين من أجل وضعهم على الثغور مثل منطقة جبل الزيتون. يعتقد بأن الشيخ محمد العلمي كان صاحب كرامات وقد دُفن بالزاوية وقد جذب قبره عديد من الحجيج والزائرين. كما أن الزاوية استخدمت كمكان لمبيت عابري السبيل والحجاج المسلمين خاصة الصوفيين منهم. أحفاد الشيخ العلمي ما زالوا مسؤولين عن الزاوية ويديرون الوقف حتى يومنا هذا.
مسجد سلمان الفارسي
وأطلق عليه هذا الاسم نسبة للصحابي الجليل سلمان الفارسي، وهو أحد الصحابة الأوائل الذين أسلموا من بلاد فارس. شكل المسجد اليوم يعود إلى العام 1910،بعد أن كان المسجد لسنوات طويلة داخل مغارة، والمسجد عبارة عن طابق واحد ومئذنة بالأضافة إلى مقام للصحابي سلمان الفارسي.
رابعة العدوية
وهو قبر موجود بالقرب من كنيسة الصعود ويرتبط بثالث نساء يُقتدى ّ بهن في الديانات التوحيدية الثلاث: خولدا النبية اليهودية والقديسة المسيحية بلجية وهي من القرن الخامس، والمسلمة أم الخير بنت إسماعيل العدوية وهي امرأة صوفية معروفة، القبر مبني أسفل الزاوية األسعدية والدخول إلى القبر من الشارع الرئيس. عائلة العلمي تحافظ على المكان وتشرف عليه مع الزاوية ألاسعدية.
الخدمات العامة
يوجد أربع مستشفيات في قرية الطور وهي:
- مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية
- مستشفى المطلع
- الهلال الأحمر (القدس)
- مستشفى الأميرة بسمة لذوي الاحتياجات الخاصة
جبل الزيتون / الطور
يسميه العرب “جبل الطور” أو “طور زيتا”، وعليه تقوم قرية الطور. ويقع هذا الجبل شرق مدينة القدس* ويشرف على المدينة بأسرها. ويبدو أن اسمه ماخوذ من شجر الزيتون الذي كان موجوداً بكثرة. ويرتفع الجبل قرابة 826م عن سطح البحر. وكان السيد المسيح عيسى بن مريم يلجأ إلى جبل الزيتون هرباً من أذى اليهود. وجاء في إنجيل متّى أنه خاطب القدي بقوله: “يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا … هوذا بيتكم يترك لكم خراباً”. وفي رواية أن الزيتون المذكور في الآية “والتين والزيتون وطور سنين” هو جبل الزيتون عند بيت المقدس.
وللمسلمين والمسيحيين على جبل الزيتون مقدسات ومعالم وذكريات منها:
1)الزاوية الأسعدية: عند قمة الجبل وتضم جامع ومقام العالم الصالح محمد بن عمر العلي (964 – 1038هـ). وقد سميت هذه الزاوية بالأسعدية نسبةإلى مؤسسها مفتي الدولة العثمانية أسعد المفتي.
2)قبر رابعة العدوية: عند أسفل الزاوية الأسعدية. وهي رابعة أم الخير بنت إسماعيل العدوية* الصوفية الصالحة المشهورة المتوفاة سنة 185هـ.
3)المدرسة المنصورية: نسبة إلى الملك قلاوون الألفي أحد سلاطين دولة المماليك البحرية. وقد توفي بمصر سنة 689هـ ودفن بتربته في المنصورة. والمدرسة وقف إسلامي، وهي اليوم خربة.
ومن المقدسات المسيحية الكنيسة الجسمانية التي تقع عند أسفل جبل الزيتون في وادي جهنم عند ملتقى الطرق بين القدس والطور وسلوان*، وقمة الصعود وكنيسة ستنا مريم ودير الجليل وكنيسة الزيتون ونزل فكتوريا.
وفي عام 1914 اتخذ أحمد جمال باشا قائد الجيش التركي الرابع نزل فكتوريا على جبل الطور مقراً لقيادته. ثم اتخذ البريطانيون مقراً لحكمهم حتى عام 1927 عندما اصيب بالزلزال. وفي حرب 1948* تعرض النزل للتخريب.
وصف جبل الزيتون كثير من الرحالة والجغرافيين العرب مثل ابن فضة في كتابه “مختصر تاريخ البلدان” والمقدسي صاحب “أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم” وياقوت الحموي صاحب “معجم البلدان” ومجبر الدين الحنبلي صاحب “الانس الجليل” وغيرهم.
المراجع:
– قسطنطين خمار: موسوعة فلسطين الجغرافية، بيروت 1969.
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، بيروت 1974.
– جورج بوست: قاموس الكتاب المقدس، بيروت 1894.
بقلم: عدي وريدات